2025-08-01 13:59:04
وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بإيقاف المدافع مريح ديميرال لمباراتين بسبب إيماءة “الذئب الرمادي” بأنه “قرار سياسي” أثر سلباً على بطولة يورو 2024. جاء ذلك خلال تعليقات أدلى بها للصحفيين أثناء عودته من برلين بعد حضور مباراة تركيا أمام هولندا في ربع النهائي.
وأكد أردوغان أن القرار “لا يمكن تفسيره رياضياً”، معتبراً أنه يحمل دوافع سياسية واضحة. ورغم ذلك، أشاد بأداء المنتخب التركي الذي خسر أمام هولندا بنتيجة 2-1 بعد مباراة مثيرة، مشيراً إلى أن الإيقاف لم يفت في عضد اللاعبين الذين قدموا أداءً مشرفاً.
تفاصيل القرار المثير للجدل
كان ديميرال قد احتفل بهدفيه في مرمى النمسا في دور الـ16 بإيماءة “الذئب الرمادي”، وهي حركة ترمز إلى القومية التركية وترتبط بحزب الحركة القومية. وقد اعتبرت يويفا هذه الإيماءة مخالفة للوائح الخاصة بالسلوك غير الرياضي، ما استدعى إيقاف اللاعب لمباراتين.
ورداً على القرار، ألغى الرئيس التركي زيارة مخططة لأذربيجان ليحضر شخصياً مباراة ربع النهائي في برلين، في خطوة تفسر على أنها دعم سياسي للمنتخب واللاعب المعاقب. كما حضر الآلاف من المشجعين الأتراك المباراة التي شهدت أجواءً حماسية.
ردود الفعل الدولية
حظي القرار بانتقادات واسعة من الأوساط الرياضية والسياسية التركية. المدرب الإيطالي فينتشينزو مونتيلا وصف العقوبة بأنها “غير عادلة”، بينما عبر النجم الدولي الألماني السابق مسعود أوزيل عن دعمه الكامل للاعب عبر منشور على إنستغرام ظهر فيه وهو يؤدي الإيماءة المثيرة للجدل مصحوبة بعبارة “انطلقي تركيا”.
تداعيات القرار على مستقبل الكرة الأوروبية
يطرح هذا الحادث تساؤلات حول حدود تدخل المؤسسات الرياضية في التعبيرات السياسية والثقافية للاعبين. فمن جهة، تؤكد يويفا التزامها بفصل الرياضة عن السياسة، ومن جهة أخرى يرى كثيرون أن مثل هذه القرارات قد تقوض روح المنافسة وتجرّد اللعبة من بعدها الإنساني والثقافي.
ختاماً، بينما ودع المنتخب التركي البطولة بخسارة مشرفة، تبقى قضية ديميرال مثالاً صارخاً على التداخل المعقد بين الرياضة والسياسة، وإشارة إلى أن كرة القدم الحديثة لم تعد مجرد لعبة، بل ساحة لصراعات أوسع تتجاوز الميدان الأخضر.